بلغت صادرات المغرب من الذرة الحلوة الطازجة إلى ألمانيا مستوىً غير مسبوق في عام 2025، متجاوزة ألفي طن خلال الأشهر التسعة الأولى من العام. ويؤكد هذا النمو رسوخ الذرة المغربية في سوق أوروبية متغيرة، حيث من المتوقع أن تصبح ألمانيا من بين أكبر ثلاث أسواق تصدير للمملكة.
و شهد المغرب زيادة إضافية في مبيعاته من الذرة الحلوة الطازجة إلى ألمانيا. ووفقا للأرقام التي نشرتها منصة إيست فروت، فقد تم شحن أكثر من 2000 طن بين يناير وشتنبر 2025، بقيمة 3.83 مليون دولار. ويتجاوز هذا الحجم الرقم القياسي المسجل في عام 2024 بنسبة 18%، ويمثل ضعف صادرات عام 2023. ويعد النمو الملحوظ في هذه السوق جزءًا من ديناميكية بدأت في عام 2012، وهو العام الذي لم تتجاوز فيه أولى الصادرات الموثقة رسميا 267 طنا. ثم ارتفعت الكميات إلى أكثر من 1500 طن في عام 2020، قبل أن تنخفض بين عامي 2021 و2023. وبالتالي، يشير الانتعاش المسجل منذ عام 2024 إلى عودة إلى مستويات عالية من التنافسية والحضور في السوق.
من المؤشرات المهمة الأخرى موقع ألمانيا في هيكل الصادرات المغربية. فبعد أن احتلت ألمانيا المركز الرابع في قائمة الدول المستوردة للذرة الحلوة المغربية بعد المملكة المتحدة وإسبانيا وهولندا، قد تدخل السوق الأوروبية المشتركة لأول مرة بحلول نهاية العام. وفي الأشهر التسعة الأولى من عام 2025، تجاوزت الشحنات المتجهة إلى ألمانيا نظيرتها المتجهة إلى هولندا بنحو 500 طن.
و يرتبط هذا النمو أيضا بتغير توزيع الواردات الألمانية. لا تزال إسبانيا المورد الرئيسي، إلا أن حصتها السوقية تراجعت مؤخرا، من 65% عام 2020 إلى 43% عام 2024. من ناحية أخرى، يعزز المغرب مكانته، بحصة تبلغ 12% عام 2023، و22% عام 2024، وأكثر من 30% في الأشهر التسعة الأولى من عام 2025. وتكمل هولندا وفرنسا قائمة الدول الموردة الرئيسية.
و تلعب الموسمية أيضا دورا في هذه النتائج، حيث تبلغ الشحنات المغربية ذروتها في الربيع، وخاصة في شهري أبريل وماي، وهي فترة قد تصل فيها حصة المغرب من الواردات الألمانية إلى 60%. كما سُجِلت موجة ثانية من الشحنات في نهاية عام 2024، بين أكتوبر ودجنبر، وهي ظاهرة نادرة الحدوث قبل أن تتكرر في عام 2025.
وعلى الصعيد العالمي، تجاوز القطاع 20 ألف طن من الصادرات لأول مرة خلال الموسم الماضي، وهي العتبة التي تؤكد تقدم الذرة الحلوة المغربية في الأسواق الأوروبية.


التعليقات مغلقة.