عرف القطاع البنكي المغربي في الآونة الأخيرة تحولات بارزة، كان أبرزها تحول “الشركة العامة المغربية للأبناك” – التابعة سابقًا للمجموعة الفرنسية Société Générale – إلى “سهام بنك”، بعد إستحواذ مجموعة “سَهام” المغربية على رأسمالها. هذا الحدث يعكس توجهًا إستراتيجيًا جديدًا يرمي إلى تعزيز السيادة المالية وتوسيع دور الفاعلين المحليين في المشهد المصرفي الوطني.
خلفية التحول
تأسست الشركة العامة المغربية للأبناك (SGMB) كفرع للمجموعة الفرنسية Société Générale، وكانت تُعتبر من بين الأبناك الكبرى في المغرب، حيث لعبت دورًا مهمًا في تمويل الاقتصاد الوطني وتقديم خدمات مصرفية متنوعة للأفراد والمقاولات.
لكن مع التغيرات التي طرأت على الاستراتيجيات الدولية للمجموعة الفرنسية، وخاصة تقليص وجودها في إفريقيا، قررت Société Générale بيع فروعها في عدد من الدول، من بينها المغرب.
في هذا السياق، تدخلت مجموعة سهام المغربية – المعروفة سابقًا في قطاع التأمين – واستحوذت على كامل رأسمال الشركة العامة المغربية، لتعيد تسميتها إلى “سهام بنك” في مارس 2024، مما يمثل لحظة فارقة في تاريخ البنك.
أهمية هذا التحول
يمثل هذا التحول أهمية كبيرة على عدة مستويات:
-
وطنية القرار المالي: الإنتقال من ملكية أجنبية إلى ملكية مغربية يعزز من التحكم الوطني في المنظومة البنكية.
-
تنويع فاعلي القطاع: دخول مجموعة سهام بعلامة مصرفية خاصة بها يعطي دفعة جديدة للتنافس داخل القطاع البنكي المغربي.
-
الاستمرارية والابتكار: رغم تغيير الاسم والملكية، احتفظ البنك بخبراته ومنتجاته، مع وعود بتطوير عروض جديدة تجمع بين الخبرة البنكية والرؤية الابتكارية للمجموعة الجديدة.
أهداف “سهام بنك” بعد التحول
تسعى سهام بنك إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الإستراتيجية:
-
تعزيز الشمول المالي عبر توسيع الخدمات في المناطق النائية.
-
رقمنة الخدمات البنكية من خلال الإستثمار في التكنولوجيا.
-
دعم المقاولات الصغيرة والمتوسطة.
-
إطلاق منتجات جديدة تلائم السوق المحلية، تجمع بين التمويل البنكي والخبرة التأمينية التي تتميز بها مجموعة سهام.
التحديات التي تواجه البنك
رغم الطموحات الكبيرة، يواجه “سهام بنك” عدة تحديات، من أبرزها:
-
بناء الثقة بالهوية الجديدة لدى الزبناء القدامى.
-
ضمان إستمرارية جودة الخدمات رغم التغيير الإداري.
-
منافسة قوية من الأبناك الكبرى المستقرة منذ سنوات.
-
التحول الرقمي السريع الذي يتطلب إستثمارات ضخمة وابتكارًا مستمرًا.
خاتمة
تحول “الشركة العامة المغربية للأبناك” إلى “سهام بنك” يُعتبر خطوة جريئة تعكس دينامية جديدة في القطاع البنكي المغربي. إنها بداية مرحلة جديدة عنوانها الإستقلال المالي، الإبتكار، والمنافسة النزيهة. ويبقى نجاح هذا المشروع رهينًا بقدرة البنك على التوفيق بين إرثه السابق وطموحات مستقبله. كما
تعد هاته الخطوة مهمة ونوعية في إعادة رسم مستقبل الخدمات البنكية في المغرب برؤية وطنية وإبتكار متجدد.


التعليقات مغلقة.