صدر مؤخرا بالجريدة الرسمية قرارا مشتركا بين السيد محمد مهدي بنسعيد وزير الشباب و الثقافة و التواصل و السيد فوزي لقجع الوزير المنتدب لدى وزارة الاقتصاد و المالية المكلف بالميزانية، المتعلق بتحديد أسقف دعم التسيير ودعم الاستثمار لقطاعات الصحافة والنشر والطباعة والتوزيع ونسب احتسابهما وكيفيات توزيعهما وطرق صرفهما.
القرار الذي أثار جدالا واسعا بين الأوساط الإعلامية، و قد اعتبرته المقاولات الصحفية بالأقاليم الجنوبية حلقة جديدة من سلسلة الإقصاء الذي تعاني منه، في ظل غياب التواصل و المقاربة التشاركية بشأن تنزيل هذا القرار.
و في هذا الاطار، وجه المستشار البرلماني السيد خليهن الكرش عن مجموعة الكونفدرالية الديمقراطية للعمل سؤالا كتابيا الى وزير الشباب و الثقافة و التواصل بخصوص الدعم العمومي الخاص بالصحافة والنشر والطباعة والتوزيع، حيث تتوفر الجريدة على نسخة منه.
و تسائل عن حيثيات الإقصاء الذي تعاني منه المقاولات الصحفية بالأقاليم الجنوبية، كما تسائل السيد المستشار البرلماني عن التدابير والإجراءات المتخذة لمعالجته، مبرزا في سؤاله المقدم الى السيد رئيس مجلس المستشارين، أن هذا القرار الذي يتناقض مع مبدأ تكافؤ الفرص المنصوص عليه في دستور المملكة، ويتجاهل مقتضيات مرسوم دعم الصحافة، تناسى الدور الذي تلعبه المنابر الإعلامية بالجهات الجنوبية الثلاث، و مساهمتها في تعزيز التعددية الإعلامية ومواجهة الدعاية المغرضة ضد الوحدة الترابية.
كما اعتبر المستشار البرلماني أن هذا الإقصاء يشمل تهديدا للتعددية الإعلامية و الديمقراطية المحلية، ويمس بقدرة الإعلام الجهوي على تقريب قضايا الساكنة في مناطق ذات خصوصية كبيرة.
و في نفس السجال المصاحب لهذا القرار، تسائلت النائبة البرلمانية عويشة زلفى عن الفريق الاشتراكي المعارضة الاتحادية، في سؤال كتابي موجه الى السيد الوزير، عن المعايير التي تم اعتمادها في تحديد أسقف الدعم بالإضافة إلى الإجراءات التي سيتم اتخاذها من اجل استفادة هذه المؤسسات الصحفية من الدعم العمومي، تماشيا مع مبدأ تكافؤ الفرص، و تفعيل الجهوية الموسعة في قطاع الصحافة والإعلام، بما يعكس خصوصية الأقاليم الجنوبية ويضمن استدامة نموها الإعلامي.
و قد أشارت في سؤالها إلى الاستياء الذي تزامن مع هذا القرار نتيجة غياب مقاربة تشاركية وتواصل فقال مع هذه المقاولات، و تناقضه مع مبدأ تكافؤ الفرص المنصوص عليه في دستور المملكة، مذكرة السيد الوزير مساهمة المنابر الإعلامية بالأقاليم الجنوبية الفعّالة في تعزيز التعددية الإعلامية ومواجهة الدعاية المغرضة ضد الوحدة الترابية للمملكة المغربية، في تجاهل تام للإكراهات المحلية التي تعاني منها الصحافة الجهوية، و التحديات و الصعوبات التي تواجهها بسبب ضعف الإشهار والمقروئية.
التعليقات مغلقة.