Ultimate magazine theme for WordPress.

الداخلة تكرس مكانتها كمركز إستراتيجي للتعاون الإقتصادي بين المغرب وفرنسا …

أكد عدد من الفاعلين الإقتصاديين من المغرب وفرنسا، يوم الخميس بمدينة الداخلة، أن الأقاليم الجنوبية للمملكة أصبحت اليوم تشكل رافعة حقيقية لتعزيز التعاون الإقتصادي بين البلدين، بفضل ما تزخر به من إمكانات وفرص إستثمارية واعدة، تؤهلها للإضطلاع بدور محوري في الإندماج الإفريقي والنمو المشترك.

جاء ذلك خلال أشغال المنتدى الإقتصادي المغربي-الفرنسي، المنعقد بالداخلة، بمبادرة من الإتحاد العام لمقاولات المغرب (CGEM) ونظيره الفرنسي “حركة مقاولات فرنسا” (MEDEF)، في إطار نادي أرباب العمل المغرب-فرنسا.

وشكّل المنتدى منصة لتبادل الرؤى والتجارب حول سبل تطوير شراكات إقتصادية مستدامة بين البلدين، حيث أجمع المشاركون على أن الدينامية التنموية التي تعرفها الجهات الجنوبية، لاسيما جهة الداخلة – وادي الذهب، تجسد الرؤية الملكية الرامية إلى جعل هذه الأقاليم قاعدة إنطلاق نحو العمق الإفريقي.

في مداخلته، أبرز مهدي التازي، نائب رئيس الإتحاد العام لمقاولات المغرب، الإمكانيات الهائلة التي تتمتع بها الأقاليم الجنوبية، مشيرا إلى أن جهة الداخلة – وادي الذهب تتوفر على مؤهلات فلاحية مهمة، كما تشكل بيئة مثالية لتطوير مشاريع الطاقات المتجددة، نظرا لتوفرها على أشعة شمسية قوية ورياح دائمة.

من جانبه، قال فابريس لو ساشي، نائب رئيس “MEDEF”، إن إختيار مدينة الداخلة لإحتضان المنتدى يحمل دلالة قوية، ويعكس الرغبة المشتركة في بناء تعاون اقتصادي فعلي، يعتمد على الحوار والإنصات المتبادل، مضيفا أن النموذج التنموي المغربي في الأقاليم الجنوبية يعد مرجعا إقليميا وبوابة إستراتيجية نحو إفريقيا جنوب الصحراء.

أما محمد الكتاني، الرئيس المشترك لنادي أرباب المقاولات المغرب-فرنسا، فنوه بالرسائل السياسية والإقتصادية القوية التي يحملها تنظيم المنتدى في الداخلة، معتبراً أنه يجسد إعترافا ضمنيا من الجانب الفرنسي بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية.

وكشف الكتاني عن وجود استثمارات فرنسية فعلية في الجهة، من بينها مشروع تحلية مياه البحر المشترك بين شركتي “ناريفا” و**”إنجي”**، والذي يمثل نموذجاً للتعاون الثنائي في مجالي الطاقة والفلاحة، ويعكس إلتزاما بشراكات قائمة على الإستدامة والرؤية طويلة الأمد.

وفي السياق ذاته، شدد روس ماك إينيس، الرئيس المشترك لنادي أرباب المقاولات المغرب-فرنسا، على أهمية البعد الصناعي المتكامل الذي يميز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، مشيرا إلى أن هذه الشراكة تشمل مختلف مراحل سلسلة القيمة، من التصميم والتصنيع، إلى التصدير.

وأشاد ماك إينيس بمستوى تكوين الكفاءات المغربية، خاصة في مجالات الهندسة والتكنولوجيا، مشيرا إلى أن قطاعات إستراتيجية كصناعة السيارات والطيران والطاقة تعتمد بشكل متزايد على الخبرات المحلية.

ويهدف هذا المنتدى إلى تعزيز التعاون الإقتصادي المغربي-الفرنسي، وفتح آفاق جديدة أمام الفاعلين الإقتصاديين من كلا البلدين، من خلال تحديد فرص التكامل وتطوير مشاريع مشتركة، بما ينسجم مع التحولات الجيو-إقتصادية في المنطقة.

وتعد جهة الداخلة – وادي الذهب من أبرز الجهات المغربية التي تشهد زخما إستثماريا متزايدا، بفضل موقعها الإستراتيجي وبنيتها التحتية الحديثة، مما يؤهلها للعب دور القاطرة في مسار الشراكة بين الرباط وباريس، وفي الربط الإقتصادي بين شمال وغرب إفريقيا.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.