Ultimate magazine theme for WordPress.

الدار البيضاء : البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية يؤكد إلتزامه بدعم ريادة الأعمال النسائية …

جدد البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، اليوم الأربعاء، إلتزامه الراسخ بدعم ريادة الأعمال النسائية في المغرب، وذلك خلال ندوة إحتضنتها مدينة الدار البيضاء تحت عنوان : “النساء في عالم الأعمال.. كسر الحواجز أمام النساء المقاولات – تأثير بقيمة مليار أورو”.

وفي كلمة بالمناسبة، أكد هيثم عيسى، مدير فرع البنك بالمغرب، أن تعزيز دور النساء في عالم المقاولة يمثل أولوية استراتيجية بالنسبة للبنك، مضيفاً : “نحن عازمون على إبراز ريادة الأعمال النسائية وجعلها حيوية ومزدهرة بدعم من شركائنا”.

وأوضح عيسى أن برنامج “النساء في مجال الأعمال”، أحد أبرز مبادرات البنك، تمكن منذ إنطلاقه من تعبئة أزيد من مليار أورو لفائدة النساء المقاولات في 23 بلداً، من بينها المغرب. وقد دخل البرنامج، الذي انطلق محلياً في 2018، مرحلة جديدة في 2024، تتمحور حول دعم الإبتكار الرقمي ومواكبة المناطق المتضررة من زلزال 2023.

وفي هذا السياق، كشف عيسى أنه تم خلال هذه المرحلة منح نحو 4 آلاف قرض، نصفها تقريباً إستفادت منه مقاولات لأول مرة، إلى جانب مواكبة 60 مقاولة صغرى ومتوسطة عبر خدمات إستشارية ساهمت في تطوير نماذجها الإقتصادية وتعزيز إستدامتها.

وأشار إلى أن دعم البنك لا يقتصر على التمويل فقط، بل يشمل أيضا تكوينات مكثفة، وبرامج للإرشاد والتوجيه بشراكة مع فاعلين جمعويين ومؤسساتيين، مؤكداً أن : “الولوج إلى التمويل ينبغي أن يكون مقترناً بالولوج إلى المعرفة والمهارات والشبكات”.

كما دعا المؤسسات البنكية ومؤسسات التمويل الأصغر إلى الانخراط في هذه الدينامية من أجل توسيع نطاق التأثير.

من جانبه، شدد جيرالد أوداز، المسؤول عن القضايا الإقتصادية والبنيات التحتية ببعثة الإتحاد الأوروبي في المغرب، على أهمية الشراكة بين الإتحاد الأوروبي والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، مؤكدا أن برنامج “النساء في مجال الأعمال” يهدف إلى إزالة الحواجز التي تعيق ولوج النساء إلى التمويل، عبر حلول عملية تدمج بين خطوط تمويل مخصصة وآليات لتقاسم المخاطر، إلى جانب الدعم بالخبرة والمواكبة.

وفي معرض حديثه عن التحديات، أشار أوداز إلى أن النساء لا يقدن سوى 5% من المقاولات في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، وأن مشاركة النساء في سوق الشغل المهيكل بالمغرب لا تتجاوز 20%، مضيفاً أن : “هذه الأرقام ليست قدراً محتوماً، بل تحديات تتطلب حلولاً عملية تتجاوز الشعارات”.

في السياق ذاته، أبرزت أمينة سكيودي، المديرة العامة لمركز محمد السادس لدعم القروض الصغرى التضامنية، أهمية هذه المبادرة، معتبرة إياها خطوة مهمة في الإعتراف بالدور الإقتصادي المتنامي للنساء.
وقالت سكيودي : “المسارات النسائية غالباً ما تُبنى في صمت، لكنها تعكس شجاعة وإبتكارا وصمودا ينبغي تثمينه”.

وكشفت أن المركز قام خلال سنة 2025 بمواكبة أكثر من 1200 امرأة عبر برامج تكوينية، ومعارض، وبازارات تضامنية تسلط الضوء على نجاحاتهن، مؤكدة أن مثل هذه المبادرات تمثل لحظات إعتراف حقيقية.

وقد شكلت الندوة مناسبة لتسليط الضوء على المبادرات الميدانية التي تعزز مشاركة النساء في النسيج الإقتصادي، وتبرز دورهن كمحركات للتغيير والإبتكار داخل منظومة ريادة الأعمال.

ويأتي تنظيم هذا الحدث في إطار إلتزام متواصل من البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية وشركائه، من أجل بناء نظام إقتصادي أكثر شمولا، يجعل من النساء فاعلات رئيسيات في مسار التحول الإقتصادي، وليس مجرد مستفيدات من السياسات العمومية.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.