-
بقلم الدكتور رشدي طالب، الرئيس المدير العام لمجموعة أكديطال
تجاوز ثنائية التضاد العقيمة والعمل جنبا إلى جنب
وإنطلاقا من هذه المعطيات، لم يعد مجديا حصر النقاش في ثنائية مبسطة : عمومي يحمل عبء الصالح العام، وخصوصي محكوم بمنطق الربح. فالتقدم، كما ترسمه الرؤية الملكية، يقوم على التعاون والتكامل والسرعة في الإنجاز؛ ولا ينبغي للصحة أن تكون إستثناء. صحيح أن بعض ممارسات القطاع الخاص غذّت الشكوك—كغموض التسعير أو الانتشار غير المنظم وضعف التواصل—لكن إختزال القطاع في هذه الإختلالات مجافٍ للواقع. في المقابل، ساهم الفاعلون الخواص على الأرض في رفع جودة الخدمات وتوسيع العرض الترابي.
التحدي البشري : المحافظة على الكفاءات وتكوينها وتثمينها
وبالإنتقال إلى لب المسألة، لا تقوم أي منظومة صحية بغير رأسمالها البشري. هجرة الكفاءات الطبية نزيف صامت يهدد على المدى البعيد السيادة الصحية. ولمواجهة ذلك، يلزم بناء بيئة مهنية مرنة تتكامل فيها التكوين والبحث والممارسة السريرية، بدل دفع الأطباء للإختيار بين وظيفة عمومية مقننة وقطاع خاص موصد. ومن هنا، تبرز قيمة الشراكات بين الجامعات والمؤسسات الصحية الخاصة لتجديد نماذج التعليم السريري والتكوين المستمر، مع تيسير الجسور المهنية كي تتداول الكفاءات وتتلاقح وتتقوى اللحمة المهنية الوطنية.
وفي المحصلة العملية، تُوجّه هذه القناعة عملَ أكديطال: فرق شابة، متوازنة النوع، ومنحدرة من مختلف الجهات، تجسد جيلا جديدا من المهنيين المرتبطين ببلدهم. مسؤوليتنا أن نوفر لهم شروط ممارسة تجمع بين الصرامة الطبية والإعتراف المهني والرسوخ الإنساني. فإستبقاء الطبيب يعني منحه أسباب الأمل وفرص التطور، لا مجرد منصب.


التعليقات مغلقة.