الدار البيضاء : الملكية الفكرية كرافعة للإبتكار والتنمية الإقتصادية في الفضاء الفرنكوفوني …
في إطار احتفاله بالذكرى السنوية الأولى لتأسيس التحالف الفرنكوفوني للملكية الفكرية، أكد وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، أن الملكية الفكرية تعد رافعة استراتيجية أساسية لدفع الإبتكار والتنافسية والتنمية الاقتصادية في الدول الفرنكوفونية. جاء ذلك خلال ندوة دولية نظمت، اليوم الجمعة، في الدار البيضاء.
مزور أشار إلى أن هناك “مخزونًا هائلًا من الأمل والمواهب والتكنولوجيات التي يجب العمل على تثمينها”. وأوضح أن الملكية الفكرية، في حال إستغلالها بشكل صحيح، يمكن أن تساهم بشكل كبير في تسريع تقدم الفضاء الفرنكوفوني، خصوصًا في ظل التبني السريع للتكنولوجيات الجديدة.
وأشار الوزير إلى أهمية تعزيز البحث العلمي، معتبرًا أن الرهان الأكبر في هذا المجال يكمن في تمكين الباحثين من توحيد جهودهم وأبحاثهم بهدف استعادة الريادة في الابتكار. ودعا إلى منح المزيد من الفرص للمواهب في هذا القطاع لتطوير قدراتهم وتحقيق إسهامات هامة في المستقبل.
وفيما يتعلق بتطور المغرب في هذا المجال، أشاد مزور بالدور المحوري الذي يلعبه المكتب المغربي للملكية الصناعية والتجارية، مؤكدا أن هذا المكتب أصبح بمثابة “قطب الرحى” في مسيرة تطوير الابتكار في المملكة. كما نوه باستراتيجية المكتب التي تشمل إستخدام الأدوات التكنولوجية المتقدمة لتسريع عملية تثمين الابتكارات.
من جانبه، أكد مهدي التازي، نائب رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، على أن الملكية الفكرية باتت اليوم دعامة استراتيجية أساسية للتنمية الإقتصادية العالمية. وأوضح أن الدول التي تستثمر في هذا المجال تحقق معدلات نمو أعلى، مشيرا إلى التجارب الناجحة لدول آسيوية مثل كوريا والصين، التي حققت تحولات هائلة في هذا المجال. في كوريا، على سبيل المثال، يتم تخصيص أكثر من 4% من الناتج المحلي الإجمالي للبحث والتطوير، بينما تمتلك الصين ما يقارب 5 ملايين براءة اختراع محلية، وهو ما يمنحها مزايا تنافسية قوية.
وعلى المستوى الوطني، أكد التازي أن المغرب يمتلك جميع المقومات التي تؤهله ليصبح قطبًا إقليميًا في مجال الملكية الفكرية الفرنكوفونية، بفضل بنيته التحتية المتطورة، وإطاره القانوني المتين، فضلاً عن التعاون القوي مع فرنسا والدول الإفريقية.
الندوة التي نظمتها وزارة الصناعة والتجارة، والمكتب المغربي للملكية الصناعية والتجارية، والمعهد الوطني للملكية الصناعية بفرنسا، بتعاون مع المنظمة العالمية للملكية الفكرية، شهدت حضور ممثلين عن مؤسسات وطنية ودولية، بالإضافة إلى عدد من الفاعلين الإقتصاديين والخبراء في مجال الملكية الصناعية من عدة دول فرنكوفونية.
كما تميز هذا الحدث بحضور عدد من الشخصيات البارزة، مثل المدير العام للمكتب المغربي للملكية الصناعية والتجارية، عبد العزيز ببقيقي، والمدير العام للمعهد الوطني الفرنسي للملكية الصناعية، باسكال فور، إلى جانب ممثل المدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية، جورج غندور.
وشهد المؤتمر أيضا عقد جلسات نقاش رفيعة المستوى، التي شكلت منصة لتبادل الأفكار حول التعاون بين مكاتب الملكية الفكرية في الدول الفرنكوفونية، بهدف تطوير برامج مشتركة وتعزيز الوصول إلى الملكية الصناعية التي تتناسب مع التحديات المحلية.
إجمالا، بدا أن الفضاء الفرنكوفوني عازم على إستخدام الملكية الفكرية كأداة أساسية للإبتكار والتنمية المستدامة، وهو ما يعكس التوجهات الإستراتيجية لتسريع النمو الإقتصادي على المستوى الإقليمي والعالمي.


التعليقات مغلقة.