حقق المنتخب الوطني المغربي إنجازا تاريخيا بتتويجه بلقب كأس العالم لكرة القدم لأقل من 20 سنة، في النسخة التي تجرى حاليا في الشيلي 2025، عقب فوزه المستحق على نظيره الأرجنتيني بنتيجة 2-0 في المباراة النهائية التي أقيمت اليوم الإثنين على ملعب خوليو مارتينيز برادانوس في العاصمة سانتياغو.
وبهذا الفوز، أضاف المنتخب المغربي لأقل من 20 سنة صفحة جديدة من الفخر في سجل كرة القدم الوطنية، وبصم على واحدة من أبرز “الملاحم” التي شهدتها الرياضة المغربية. قدم “أشبال الأطلس” عرضًا مذهلاً ظهر فيه تماسك دفاعي منقطع النظير، إلى جانب فعالية هجومية متميزة، قادها الهداف المتألق ياسر الزبيري.
كان اللاعب ياسر الزبيري بطلا للمباراة، حيث سجل هدفي الفوز في الدقيقتين 12 و29 من الشوط الأول. في الدقيقة الخامسة، كانت أولى الفرص الخطيرة لصالح المنتخب الوطني، عندما قام الزبيري بهجمة سريعة من الجهة اليمنى، ليتمكن الحارس الأرجنتيني من إعاقته داخل منطقة الجزاء، ليحتسب الحكم ضربة حرة ترجمها الزبيري إلى هدف رائع في الدقيقة 12.
على الرغم من تلقيهم الهدف المبكر، حاول المنتخب الأرجنتيني الضغط على الدفاع المغربي للعودة إلى المباراة، لكن عناصر المنتخب المغربي بقيادة المدرب محمد وهبي تصدوا لجميع محاولات “التانغو” بصلابة، قبل أن ينجح الزبيري في مضاعفة النتيجة في الدقيقة 29 بعد هجمة مرتدة سريعة من الجهة اليمنى.
واصل المنتخب المغربي فرض سيطرته على مجريات اللقاء في الشوط الأول، حيث نجح في الدفاع عن تقدمه بفضل التنظيم التكتيكي المحكم والروح الجماعية العالية. ورغم التغييرات التي أجراها المدرب الأرجنتيني دييغو بلاسينتي في محاولة لتحفيز فريقه في الدقيقة 33، إلا أن أشبال الأطلس حافظوا على تفوقهم في النتيجة لينتهي الشوط الأول بتقدم المغرب 2-0.
في الشوط الثاني، كثف المنتخب الأرجنتيني من ضغطه بغية تقليص الفارق، وصنع العديد من الفرص، إلا أن الدفاع المغربي بقي بقيادة الحارس إبراهيم غوميز صلبا، محبطا جميع محاولات “التانغو”.
في الدقيقة 62، أجرى المدرب محمد وهبي أول تغيير له، حيث دفع باللاعب سعد الحداد بدلا من ياسين خليفي في محاولة لتوفير الطاقات المتجددة للمنتخب الوطني. واستمر المنتخب المغربي في إغلاق كافة المنافذ أمام الأرجنتينيين، معتمدا على المرتدات السريعة التي كانت خطرة بقيادة الزبيري والحداد.
وإستمر الضغط الأرجنتيني في محاولاته لتقليص النتيجة، لكن الدفاع المغربي ظل متماسكًا، ونجح في الحفاظ على التقدم حتى صافرة النهاية. ومع إعلان الحكم الإيطالي ماوريسيو مارياني نهاية المباراة، احتفل المنتخب المغربي بهذا الإنجاز التاريخي الذي يمنحه لقب بطل كأس العالم تحت 20 سنة لأول مرة في تاريخه.
وبذلك، يحقق منتخب المغرب لأقل من 20 سنة مسارا استثنائيا في هذه البطولة، حيث فاز على عدة منتخبات كبيرة وذات تاريخ عريق مثل إسبانيا والبرازيل والولايات المتحدة وفرنسا، ليثبت علو كعبه على الساحة الدولية.
هذا اللقب لا يقتصر على كونه تتويجا رياضيا فحسب، بل هو أيضًا ثمرة لرؤية استراتيجية وإصلاحات بنيوية في كرة القدم المغربية، وعلى رأسها أكاديمية محمد السادس لكرة القدم التي أصبحت اليوم مركزا رئيسيا لتكوين المواهب الرياضية. بفضل هذه الأكاديمية، أصبح المنتخب المغربي قادرا على تقديم لاعبين شباب مؤهلين للمنافسة على أعلى المستويات القارية والدولية.
وبتتويج المنتخب الوطني لهذه الفئة العمرية، تؤكد كرة القدم المغربية على أن المستقبل مشرق وأن النجاح لا يقتصر فقط على المنتخبات الكبرى بل يمتد ليشمل الأجيال القادمة التي ستكون بلا شك على موعد مع مزيد من الإنجازات.
بهذا الإنجاز التاريخي، تواصل كرة القدم المغربية كتابة فصول جديدة في سجلها الذهبي، معززة بتفوقها على أعتى المنتخبات في العالم. ومع كل خطوة جديدة، تزداد آمال جماهير الكرة المغربية في المزيد من النجاحات على الساحة الدولية.


التعليقات مغلقة.