Ultimate magazine theme for WordPress.

المغرب يترسخ كقوة لوجستية واقتصادية إفريقية بفضل تحديث البنيات التحتية والسكك الحديدية (وفق تقرير دولي)

  أفاد تقرير المجلة الاقتصادية للأعمال الخارجية، الإسبانية، المتخصصة في الإقتصاد والاستثمار، بأن المغرب أثبت نفسه كقوة لوجستية واقتصادية رائدة إفريقيا، بعد استثمار أكثر من 13 مليار يورو في عقد من الزمان
يسعى المغرب إلى ترسيخ مكانته كشريك تجاري وفاعل رئيسي كمنصة لوجستية متطورة ومتكاملة للتجارة الدولية وجذب الاستثمارات الأجنبية، حيث يوفر بيئة اقتصادية متوسعة، ويد عاملة ذات كفاءة عالية، وسوق لديها اهتمام قوي بالمنتجات والخدمات عالية الجودة.
حيث شهد الاقتصاد المغربي مستوى مرتفعا من النمو خلال العقود الأخيرة، بفضل الاستقرار الكلي الاقتصادي القوي، وقوة مؤسساته المالية والحكامة الاقتصادية، ومستويات عالية من الاستثمار وتكوين رأس المال الثابت الإجمالي تتراوح بين 30% و35% من الناتج المحلي الإجمالي.
وأوضحت المجلة الاقتصادية للأعمال الخارجية، الإسبانية، أن المملكة المغربية عززت خطة طموحة لتحديث بنيتها التحتية للنقل واللوجستيات، باستثمارات تجاوزت 13 مليار يورو، على مدى السنوات العشر الأخيرة. باعتبارها محركا للتنمية الاقتصادية والتماسك الاجتماعي والتكامل القاري.
هذا الجهد الاستراتيجي، الذي يشمل الموانئ والمطارات وشبكة واسعة من السكك الحديدية عالية السرعة والطرق السريعة، يُرسّخ مكانتها كجسر حيوي بين أوروبا وأفريقيا، ومنصة لوجستية هامة في التجارة العالمية. كما تدخل استراتيجية المغرب في تحديث بنياته التحتية كذلك في إطار استضافته لفعاليات عالمية كبرى مثل كأس الأمم الأفريقية 2025، وكأس العالم لكرة القدم 2030.
وأكدت المجلة الاقتصادية للأعمال الخارجية، الإسبانية،  أن تحديث منظومة السكك الحديدية بالمغرب كقوة متماسكة مع باقي البنيات التحتية الإستراتيجية، أحد ركائز هذا التحول. وقد أصبح قطار البراق فائق السرعة، الذي دخل الخدمة عام 2018، رمزًا للتنقل المغربي، حيث نقل أكثر من 5.5 مليون مسافر، فقط في عام 2024 وحده.
وأضافت المجلة المتخصصة، أن المغرب يقوم كذلك بتنفيذ خطة لتوسيع شبكة السكك الحديدية تُقدّر قيمتها بنحو 96 مليار درهم. يشمل هذا المشروع الرئيسي إنشاء خط سكك حديدية فائق السرعة بطول 430 كلم، بين القنيطرة ومراكش، وشراء 168 قطارًا جديدًا، بما في ذلك طرازات من ألستوم (فرنسا)، وCAF (إسبانيا)، وهيونداي روتيم (كوريا الجنوبية). ويتمثل الهدف النهائي في مضاعفة عدد المدن المتصلة، من 23 إلى 43 مدينة، تغطي 87% من السكان، بحلول عام 2040، وتدمج المطارات والمناطق الصناعية والموانئ والملاعب المستقبلية.
بالتوازي مع ذلك، تهدف شبكة الطرق السريعة، التي تُعد ثاني أكبر شبكة في أفريقيا، يتجاوز طولها 1800 كلم، مع سعي المغرب إلى الوصول إلى 3000 كلم، بحلول عام 2030 ، مما يُحسّن الربط بين الموانئ والمراكز الصناعية والملاعب الرياضية المستقبلية. ويُستكمل ذلك بتحديث موانئ مثل طنجة والناظور والحسيمة، وهي موانئ حيوية لعبور البحر الأبيض المتوسط ومضيق جبل طارق، وعملية “مرحبا”، التي شهدت مرور أكثر من 3.4 مليون مسافر في عام 2024.
كما أرسى المغرب برنامج وطني طموح لمضاعفة الطاقة الاستيعابية الحالية للمطارات، من 38 مليون إلى 80 مليون مسافر بحلول عام 2030. تهدف إلى وضع المملكة المغربية كمركز جوي قاري رائد. هذا بجانب تشييد وتحديث وتوسعة البنيات التحتية الرياضية، أهمها ملعب الحسن الثاني في بنسليمان، الذي سيكون من أكبر الملاعب في العالم بسعة 115 ألف متفرج، باستثمار يصل إلى 465 مليون يورو، ليصبح معلمًا بارزًا في كأس العالم 2030. هذا إضافة إلى إنشاء 45 ملعباً ومركزاً تدريبياً، باستثمار إضافي قدره 5 مليارات درهم، من شأنها أن تضمن إرثاً رياضياً مستداماً. وتتماشى هذه الاستثمارات، التي تبلغ قيمتها الإجمالية حوالي 3.534 مليار يورو، مع خارطة الطريق لكأس العالم 2030.
ووفق إستراتيجية جذب الاستثمارات الخارجية والتحديث الاقتصادي، يعزز المغرب مكانته ليصبح مركزا لوجستيا عالميا. حسب تقرير المجلة الاقتصادية للأعمال الخارجية، الإسبانية، أصبح فيها القطاع البحري بالمغرب كمركز محوري بين أوروبا وأفريقيا والمحيط الأطلسي. وقد عزز ميناء طنجة المتوسط، مكانته كأهم ميناء في البحر الأبيض المتوسط ​​وأفريقيا، حيث عالج 142 مليون طن، من البضائع عام 2024، بزيادة ملحوظة قدرها 16.2% عن عام 2023. وتحتضن المنطقة الصناعية التابعة له أكثر من 1100 شركة.
وأوضح التقرير أن استكمال هذا الزخم من التحديث الإقتصادي وتطوير منظومة البنيات التحتية وتعزيزها، يتم كذلك من خلال مبادرات رئيسية:
– ميناء الداخلة الأطلسي الجديد: باستثمارات تصل إلى 1.1 مليار يورو، تم تصميمه ليكون بوابة لغرب أفريقيا والدول الأطلسية.
– المبادرة الأطلسية: والتي أطلقها جلالة الملك محمد السادس، تسعى إلى منح دول الساحل إمكانية الولوج إلى المحيط الأطلسي عبر الموانئ المغربية.
– خط أنابيب الغاز نيجيريا-المغرب: وهو مشروع يمتد على مسافة تزيد عن 6000 كلم، ويربط غرب أفريقيا بأوروبا، وقد اكتملت دراسات الجدوى الخاصة به بالفعل.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.