اعتبر مارك فينو، الدبلوماسي السابق والخبير في الأمن الدولي، أن تجنيد الأطفال في مخيمات تندوف هو أحد وجوه ردود الأفعال اليائسة لـ “البوليساريو” تجاه تقدم مقترح الحل السلمي الذي يطرحه المغرب من خلال الحكم الذاتي.
وقال فينو، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش الندوة التي أدارها، مساء أمس الاثنين، من تنظيم البعثة الدائمة للمغرب بجنيف، حول ظاهرة تجنيد الأطفال في النزاعات المسلحة، إن هذه العسكرة رد فعل يائس تقوم به جبهة “البوليساريو” للتعويض عن ضعفها المتنامي بفعل سحب الاعترافات، خصوصا من قبل عدد من الدول الإفريقية، وتوسع دائرة الالتفاف حول الحكم الذاتي كمبادرة يصفها مجلس الأمن وعدد من القوى الكبرى بأنها جدية وذات مصداقية.
وسجل بأسف أن نزاع الصحراء يتواصل رغم جهود المغرب لإيجاد حل سلمي عبر مبادرة الحكم الذاتي، التي تواجه بنوع من التعنت الذي يسعى إلى إبقاء هذا الوضع مجمدا.
وأوضح مارك فينو، الذي شغل مسؤول قسم انتشار الأسلحة في مركز جنيف للسياسات الأمنية، أن المغرب يتابع ما يقع في مخيمات تندوف على ضوء شهادات تشير إلى تجنيد أطفال، وهو سلوك يتعارض مع القانون الدولي الذي يعتبر هذا الفعل جريمة حرب.
وعلى هذا الصعيد، تكمن أهمية لقاء من هذا النوع، حسب الخبير، في إثارة انتباه دبلوماسيين وباحثين ومسؤولين أمميين وممثلي منظمات غير حكومية تجاه أوضاع الأطفال في مناطق النزاع، وخصوصا خطر تجنيدهم ضمن عناصر القتال.
وشدد على أنه من الضروري الولوج إلى معلومات مدققة ومحينة حول تجنيد الأطفال حتى يستطيع صناع القرار التحرك على أساسها في اتجاه وقف هذه المآسي وتحريك آليات المساءلة الدولية لزجرها.
وقال إن خطورة الانتهاكات التي ينطوي عليها تجنيد الأطفال تبرر المطالبة بتمحيص المساعدات الإنسانية الموجهة نحو بعض الجماعات المسلحة لتفادي توظيفها في غير مقتضياتها، أي في الفعل العسكري، بما في ذلك تجنيد الأطفال.
ودعا الخبير، إلى جانب المشاركين في اللقاء، إلى تمويل أكبر للمنظمات الحكومية وغير الحكومية التي تتحرك على الميدان لجمع المعطيات بخصوص عمليات تجنيد الأطفال.
ووصف إحداث مركز الداخلة للأبحاث حول الوقاية من تجنيد الأطفال بأنه مبادرة محمودة لجمع المعطيات وتدقيقها وتقاسمها، كي لا تظل حبيسة المستوى الأكاديمي وتدخل إلى مدار تحليل المنظمات الدولية وغير الحكومية والدول المهتمة أيضا.
ونوه الخبير والدبلوماسي الفرنسي السابق بمبادرة المغرب لتنظيم اللقاء الذي جمع في مدينة تعد إحدى عواصم العمل المتعدد الأطراف، بين شخصيات دبلوماسية وفاعلين في المنظمات الدولية وغير الحكومية وباحثين وخبراء، لإثارة انتباه المجتمع الدولي بخصوص أوضاع الأطفال في مناطق النزاع وخصوصا الانتهاكات التي تشمل تجنيدهم في صفوف القوات المسلحة أو الجماعات المسلحة.