العيون : ندوة وطنية تحت شعار “من شرعية التاريخ إلى رهانات المستقبل” …

إحتضنت مدينة العيون، يوم الجمعة، ندوة وطنية رفيعة المستوى تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نظمت تحت شعار: “من شرعية التاريخ إلى رهانات المستقبل”. وركزت الندوة على الأبعاد السياسية والتاريخية لقضية الصحراء المغربية، بمشاركة نخبة من الشخصيات الأكاديمية، وفاعلين سياسيين، وشيوخ القبائل، وممثلي المجتمع المدني.

وخلال الجلسة الموضوعاتية الأولى التي خصصت لـ “البعد التاريخي والسياسي للنزاع”، شدد المتدخلون على أن مغربية الصحراء ليست مجرد خيار سياسي، بل حقيقة تاريخية راسخة تؤكدها روابط البيعة بين القبائل الصحراوية والعرش العلوي، وإستمرار السيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية على مر العصور.

في هذا السياق، وصف المفكر عبد الصمد بلكبير المسيرة الخضراء بأنها شكلت نقطة تحول إستراتيجية في مسار إستكمال الوحدة الترابية، مضيفا أن مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب تعد صيغة متقدمة وواقعية لحل النزاع، وتحظى بدعم متزايد على الصعيد الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة.

ومن جانبه، أشار السفير السابق حسن عبد الخالق إلى أن المغرب نجح في إدراج ملف الصحراء ضمن أولويات الأمم المتحدة، مشيدا بالدور الفاعل للدبلوماسية المغربية في تعزيز الدعم الدولي لمقترح الحكم الذاتي، الذي بات ينظر إليه كخيار وحيد قابل للتطبيق، في ظل تراجع الطروحات الإنفصالية.

أما الباحث سيدي حسنا الإدريسي، فقد قدم قراءة في الجذور التاريخية للإرتباط الوثيق بين القبائل الصحراوية والدولة المغربية، مستعرضا وثائق البيعة التي تؤكد هذا الإنتماء، ومعتبرا أن الحكم الذاتي يجسد شكلًا حديثًا من أشكال الولاء والانخراط في بناء الدولة، مع ضمان تسيير محلي فعال ضمن سيادة وطنية موحدة.

كما أبرز المتدخلون ما تحقق من إنجازات تنموية كبرى في الأقاليم الجنوبية، سواء على مستوى البنية التحتية، أو التعليم، أو الصحة، أو التشغيل، مؤكدين أن هذه المشاريع ساهمت في تحسين جودة الحياة وتعزيز إندماج الساكنة في المؤسسات الوطنية.

وأختتمت الندوة بدعوة المجتمع الدولي إلى تبني مقاربة واقعية تدعم المبادرة المغربية للحكم الذاتي، بإعتبارها الإطار الأنسب لتسوية نهائية للنزاع، وتحقيق الأمن والإستقرار في منطقة المغرب الكبير والقارة الإفريقية.