أكد رئيس مجلس المستشارين، محمد ولد الرشيد، أن قبائل وشيوخ الصحراء المغربية لعبوا على مر الأجيال دوراً محورياً في ترسيخ الوحدة الوطنية والوفاء للعرش العلوي، مشددا على أن هذا الولاء التاريخي يعكس تجذر الإنتماء للوطن في عمق المجتمع الصحراوي.
وجاءت تصريحات ولد الرشيد خلال افتتاح ندوة وطنية احتضنتها مدينة العيون، يوم السبت، تحت عنوان: “الصحراء المغربية من شرعية التاريخ إلى رهانات المستقبل”، حيث أبرز المكانة الرمزية للمدينة بإعتبارها تجسيدا حيا لإلتحام أبناء الصحراء بقضايا الوطن المصيرية.
وأشار رئيس مجلس المستشارين إلى أن المنتخبين المحليين بالصحراء، والذين تم اختيارهم في إطار إنتخابات حرة ونزيهة، يمثلون الشرعية الديمقراطية والشعبية الحقيقية لساكنة الأقاليم الجنوبية، وهو ما يعزز دورهم في الدفاع عن القضية الوطنية في مختلف المحافل.
وأضاف ولد الرشيد أن المغرب يواصل تحقيق مكاسب دبلوماسية متتالية في ملف وحدته الترابية، في ظل تصاعد الدعم الدولي لمبادرة الحكم الذاتي، التي تحظى بإعتراف واسع بإعتبارها الحل الواقعي والعملي لإنهاء النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
وأوضح أن المسار الدبلوماسي المغربي، الذي اتسم بالثبات والمسؤولية، حظي بإشادة المجتمع الدولي، مما عزز من موقع المملكة كفاعل موثوق وشريك استراتيجي في حفظ السلم والأمن الدوليين.
وفي السياق ذاته، أكد ولد الرشيد أن الدينامية التنموية في الأقاليم الجنوبية تسير بوتيرة متسارعة، من خلال مشاريع كبرى ومهيكلة تمس مختلف المجالات، في إطار تفعيل ورش الجهوية المتقدمة، الذي إعتبره خيارا إستراتيجيا لتحقيق التنمية الشاملة والعدالة المجالية.
وأشار إلى أن تنزيل النموذج التنموي الجديد في الصحراء المغربية أثمر عن إحداث مشاريع إقتصادية كبرى وبنيات تحتية متطورة، إلى جانب برامج اجتماعية ساهمت في توفير فرص الشغل وتعزيز جاذبية الإستثمار في المنطقة.
ولفت رئيس مجلس المستشارين إلى أن هذه المنجزات الميدانية تشهد على التحولات العميقة التي تعرفها الأقاليم الجنوبية، مؤكدا أن ما تم تقديمه سابقا كخطط وطنية وإستراتيجيات، أصبح اليوم واقعا ملموسا.
كما عبر ولد الرشيد عن تطلعه إلى تعزيز النقاش المؤسساتي حول التحديات الراهنة والمستقبلية المتعلقة بالقضية الوطنية، داعيا إلى إشراك حكماء وشيوخ القبائل، والنخب المحلية، وعموم الساكنة، في هذا المسار، بما يرسخ شراكتهم في صون الوحدة الوطنية.
وختم المسؤول البرلماني بالتأكيد على التزام مجلس المستشارين، بتوجيهات ملكية سامية، بجعل قضية الصحراء المغربية محورا مركزيا في إستراتيجيته، من خلال مبادرات تشريعية وإستشارية، وتعزيز حضوره في المحافل الوطنية والدولية.
وأشار في هذا الصدد إلى إحداث مجموعة عمل موضوعاتية مؤقتة حول القضية الوطنية، كآلية مؤسساتية تسعى إلى دعم جهود الترافع الوطني، وتقديم رؤى تشاركية تستشرف المستقبل، وتدعم الثوابت الوطنية ومصالح البلاد العليا.


التعليقات مغلقة.