Ultimate magazine theme for WordPress.

التمور الصينية-الإماراتية : ثمرة التعاون الزراعي بين الصين والإمارات في يوانجيانغ …

في أغسطس الجاري، بلغت التمور في القاعدة الزراعية التجريبية في محافظة يوانجيانغ ذاتية الحكم لقوميات هاني ويي وداي بمقاطعة يوننان مرحلة النضج، حيث بدأت عناقيد التمور المثمرة تتدلى بكثافة من الأشجار. وقد شهد الحدث مؤخرا تجمع عدد من العلماء والخبراء والممثلين من مختلف المناطق الصينية، بما في ذلك يوننان وسيتشوان وهاينان، للاحتفاء بالإنجازات الناتجة عن التعاون الزراعي بين الصين والإمارات العربية المتحدة.

التمر، الذي يعرف بـ “خبز الصحراء”، يعد من المحاصيل الغذائية الرئيسية في العالم العربي، وله أهمية خاصة في صادرات الزراعة العربية. في عام 2019، قدمت دولة الإمارات العربية المتحدة التبرع بـ 100 ألف شتلة نخيل كجزء من جهودها لتطوير صناعة نخيل التمر في الصين وإستكشاف أسواق جديدة. وقد قام معهد أبحاث جوز الهند التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الزراعية الإستوائية بإستيراد 25 ألف شتلة نخيل على دفعتين، منفذا مشروعا لتطوير زراعة التمر في عدة مناطق تجريبية بالصين.

وأوضح هو وي، مدير معهد أبحاث جوز الهند التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاستوائية، أن زراعة نخيل التمر تتمتع بآفاق اقتصادية وبيئية وثقافية متعددة. وقال إن زراعة التمر يمكن أن تكون مفيدة في المناطق المناسبة حيث يمكن زراعة ما بين 16 إلى 20 نبتة لكل مو (حوالي 0.067 هكتار). وتبدأ النخلة في الإنتاج بعد 3-5 سنوات، وتصل إلى ذروة إنتاجها بعد 8 سنوات. وتستطيع النخلة الواحدة إنتاج حتى 100 كيلوغرام من التمور سنويًا، وتستمر في العطاء لمدة تتراوح بين 50 إلى 70 عاما.

التمور تتميز بمحتوى عالٍ من السكر والألياف، كما تتحمل أشجار النخيل الملوحة والجفاف، مما يجعلها مؤهلة لتحسين البيئة عبر تثبيت الرمال وتوفير مصدات للرياح. ولقد تم إدراج ثقافة نخيل التمر في قائمة التراث الثقافي غير المادي لدى اليونسكو، مما يعكس الأهمية الكبيرة لهذه الشجرة في العديد من الثقافات.

في قاعدة الزراعة التجريبية في يوانجيانغ، يساهم المناخ الجاف والحار في جعل المنطقة بيئة مثالية لزراعة نخيل التمر، حيث تصل درجة الحرارة السنوية إلى 24.1 درجة مئوية، مع شمس ساطعة وطقس خال من الصقيع. وقد تم تأسيس هذه القاعدة التجريبية في عام 2019 بعد توقيع اتفاقية بين معهد أبحاث جوز الهند التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الإستوائية ومحافظة يوانجيانغ. وغطت القاعدة مساحة 38 مو (حوالي 2.53 هكتار)، حيث تمت زراعة 722 شجرة، وبلغت أعلى كمية تمور تم حصادها من شجرة واحدة 122.3 كيلوغرام.

وفي هذا السياق، قال تشانغ نينغ، دكتور في معهد أبحاث جوز الهند، إنه بفضل الظروف المناخية المواتية، بدأت أشجار النخيل المزروعة في يوانجيانغ تزهر وتثمر بإستمرار منذ العام الثالث من زراعتها. وأضاف أن جودة وإنتاجية بعض الأصناف بدأت تصل إلى مستوى مماثل للدول العربية المنتجة للتمور.

وفي إطار التعاون المستمر، نفذت الأكاديمية الصينية للعلوم الإستوائية تجارب لزراعة نخيل التمر في 14 مدينة ومقاطعة في مناطق مختلفة من الصين مثل هاينان ويوننان وسيتشوان. كما أنشأت قاعدة تجريبية إقليمية لزراعة نخيل التمر بين الصين والإمارات العربية المتحدة. تهدف هذه التجارب إلى تقييم الأصناف وتوفير الأسس العلمية والدعم التكنولوجي لتطوير هذه الصناعة.

وأشار هو وي إلى أن الأكاديمية ستعمل على تسريع بناء سلسلة صناعية متكاملة تبدأ من الموارد الجينية وتصل إلى المعالجة المتقدمة للتمور. وأضاف أن الهدف هو أن تثمر شجرة “خبز الصحراء” هذه في الصين بما يعود بالنفع على المناطق الريفية ويعزز التنمية البيئية.

التمور الصينية-الإماراتية تمثل ليس فقط ثمرة من ثمار التعاون الزراعي بين الصين والإمارات، بل هي أيضا شهادة على نجاح هذا التعاون في تعزيز التكنولوجيا الزراعية وتوسيع آفاقها على الصعيدين المحلي والدولي.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.