فقدت الساحة الثقافية المصرية والعربية اليوم واحدا من أبرز أعمدتها وأكثرهم تأثيرا، برحيل الكاتب والروائي صنع الله إبراهيم، الذي شكل على مدى عقود طويلة ضميرا أدبيا حيا وصوتا متمردا في المشهد الثقافي. ترك غيابه فراغا كبيرا في وجدان القراء، بعد أن قدم من خلال رواياته وقصصه عوالم إنسانية عميقة، إرتبطت بحس نقدي لاذع ووعي سياسي وثقافي راسخ.
وفي رثائه، وصف وزير الثقافة المصري الدكتور أحمد فؤاد هنو الراحل بأنه “أحد أعمدة السرد العربي المعاصر”، متميزا بعمق رؤيته وإلتزامه الثابت بقضايا الوطن والإنسان، مما جعله نموذجا للمبدع الذي يجمع بين الإبداع الفني والموقف الفكري. وأكد الوزير أن خسارة صنع الله إبراهيم تعد “فادحة للأدب العربي”، نظرا لما تركه من إرث أدبي غني أصبح علامات مضيئة في المكتبة العربية، وأثر في أجيال متعاقبة من الكتاب والقراء.
إرتبط إسم صنع الله إبراهيم منذ بداياته بروايات تجاوزت حدود السرد التقليدي، لتكون شهادات على زمنها ووثائق للذاكرة الجماعية، من بينها أعماله الشهيرة “اللجنة”، و”شرف”، و”وردة”، و”برلين 69″، و”بيروت بيروت”، وغيرها من الأعمال التي رسخت مكانته في الأدب والفكر العربي. ومع رحيله، يودع المشهد الثقافي العربي صاحب التجربة الإستثنائية التي جمعت بين الأدب والموقف، تاركا إرثا أدبيا سيبقى حاضرا في الذاكرة، يثير التفكير ويحفز على التأمل.


التعليقات مغلقة.