تحت شعار “من مدينة نيس الفرنسية إلى مدينة بنزرت التونسية، كيف هو حال البحر المتوسط؟”، تحتضن مدينة بنزرت يوم 12 سبتمبر 2025 فعاليات الدورة الثامنة من المنتدى الدولي للبحر، الذي يعد حدثا بيئيا بارزا يهدف إلى تعزيز الوعي بأهمية حماية التوازن البيئي والإيكولوجي في حوض البحر الأبيض المتوسط.
ويأتي تنظيم هذه الدورة في سياق الجهود الدولية المتصاعدة لحماية البحار والمحيطات، خاصة عقب المؤتمر الأممي للمحيطات الذي إحتضنته مدينة نيس الفرنسية، حيث تسعى التظاهرة في بنزرت إلى دعم الديناميكية العالمية في هذا الإتجاه.
وينتظر أن يشكل المنتدى مناسبة هامة لتبادل الخبرات ووجهات النظر بين مختلف الفاعلين في المجال البيئي، بما في ذلك ممثلين عن المؤسسات الرسمية، والأوساط الأكاديمية، والمجتمع المدني، والمنظمات غير الحكومية، ومراكز البحث العلمي. وسيناقش المشاركون جملة من القضايا الحيوية، من بينها سبل حماية البيئة البحرية، وتطوير الإقتصاد الأزرق، والحفاظ على التنوع البيولوجي البحري.
كما يهدف المنتدى إلى وضع إستراتيجية مشتركة لجعل البحر الأبيض المتوسط منطقة أكثر إستدامة ونظافة، وسط مخاوف متزايدة بشأن تفاقم التلوث البلاستيكي في هذا البحر شبه المغلق.
وفي هذا السياق، كشف الإتحاد الدولي لحماية الطبيعة أن كميات النفايات البلاستيكية التي يتم التخلص منها في البحر المتوسط وصلت إلى نحو 220 ألف طن سنويا، وهو ما يعادل 500 حاوية يوميا. ويحذر الإتحاد من إحتمال تضاعف هذا الرقم ليصل إلى 500 ألف طن سنويا بحلول عام 2040، إذا لم تتخذ الإجراءات العاجلة والفعالة للحد من هذا التلوث الخطير.
وأشار الإتحاد إلى أن هناك نحو 100 مدينة متوسطية يمكنها، في حال تطبيقها للمعايير الدولية الصارمة في إدارة النفايات، أن تسهم في تقليص التلوث البحري بنحو 50 ألف طن سنويا.
ويرتقب أن تخرج الدورة الثامنة للمنتدى بجملة من التوصيات العملية، التي قد تسهم في بلورة حلول واقعية لحماية البحر الأبيض المتوسط، وتحقيق توازن بين التنمية الإقتصادية والحفاظ على البيئة البحرية.


التعليقات مغلقة.