شهدت مدينة تافراوت تنظيم النسخة الثامنة من مهرجان “أناروز”، الذي أطلق لأول مرة عام 2015، ليصبح موعدا سنويا يضيء مشهد الثقافة المحلية ويعزز التعريف بالمؤهلات السياحية والبيئية للمنطقة.
ينظم هذا المهرجان من طرف جمعية شباب أفلا إغير تافراوت، وقد نجح عبر دوراته المتتالية في إستقطاب جمهور واسع من داخل المغرب وخارجه، حيث تجاوز عدد الزوار في بعض النسخ 20 ألفا، ما جعله أحد أبرز التظاهرات الثقافية في جهة سوس-ماسة.
تميزت الدورات السابقة بمشاركة فرق فنية متنوعة، من ضمنها مجموعات “أحواش” الأمازيغية وفرق شبابية عصرية، بالإضافة إلى أسماء فنية وطنية بارزة، ما منح المهرجان إشعاعا متزايدا على الساحة الثقافية المغربية.
وقد شهدت الدورة الحالية تكريم أحمد التويزي، رئيس مجلس جماعة أيت أورير، وعضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، بحضور شخصيات سياسية وثقافية، من بينها النائبة البرلمانية حنان الماسي، ونائب رئيسة المجلس الوطني للحزب محمد صولوح، وعضو مجلس جهة مراكش-آسفي كوثر الغرفي، ومدير المهرجان عبد الواحد العسري.
وعبر التويزي في تصريح له عن فخره بحضور هذه التظاهرة الثقافية والفنية، مؤكدا إعتزازه بالمنطقة التي وصفها بأنها “مدينة لها تاريخ نضالي وحضاري عريق”. وأشاد بدور أبناء تافراوت في المساهمة في نهضة الوطن بعد الإستقلال، خصوصا في مجالات الإقتصاد والسياسة، معتبرا أن هذا التكريم “تحفيز لمواصلة العمل من أجل تنمية العالم القروي”.
من جانبه، أوضح مدير المهرجان عبد الواحد العسري أن إختيار أفلا إغير كتوجه للمهرجان يعكس حرص المنظمين على إبراز المؤهلات الطبيعية والسياحية للمنطقة، لافتا إلى أن التظاهرة شكلت أيضا فرصة لطرح مجموعة من القضايا التنموية التي تهم الساكنة، وعلى رأسها مشكلات الخدمات الأساسية.
أما محمد صولوح، فقد أشاد بالمجهودات الإجتماعية والإنسانية التي يبذلها التويزي، وخص بالذكر مساهمته الفعالة في التخفيف من آثار الزلزال الذي ضرب إقليمي الحوز وتارودانت في 8 شتنبر 2023، مؤكدا أن “مهرجان أناروز أضحى منصة حقيقية لإبراز غنى الثقافة الأمازيغية، وتعزيز قيم الإنفتاح والتعايش التي تميز المنطقة”.
وضم برنامج الدورة الثامنة باقة من الأنشطة الثقافية والفنية والرياضية، إلى جانب قافلة طبية، وقرية للطفل، وورشة تكوينية مخصصة لرقمنة اللغة الأمازيغية، وهو ما يعكس إلتزام المهرجان بالجمع بين الترفيه والتثقيف والتنمية المجتمعية.
يثبت مهرجان “أناروز” في كل دورة أن الثقافة ليست ترفا، بل أداة فعالة للتنمية، وجسر للتواصل بين الأجيال، وفرصة لإيصال صوت المناطق المهمشة إلى صناع القرار. ومع كل نسخة جديدة، تتجدد الرسالة : التراث ركيزة الحاضر وبوابة المستقبل.




التعليقات مغلقة.