أختتمت، مساء السبت 23 غشت الجاري، فعاليات الدورة الثامنة من مهرجان أناروز، الذي نظمته جمعية شباب أفلا إغير، تحت شعار “هويتنا.. تراثنا.. قوتنا”، وذلك في الفترة ما بين 17 و23 غشت 2025. وشهدت هذه الدورة إقبالا جماهيريا واسعا، وتنوعا لافتا في فقرات البرنامج، مما عزز مكانة المهرجان كموعد سنوي بارز في المشهد الثقافي المحلي.
وعلى مدى سبعة أيام، تحولت منطقة أفلا إغير ومدينة تافراوت إلى فضاء مفتوح للإبداع والإحتفاء بالثقافة الأمازيغية، من خلال تنظيم عروض موسيقية وغنائية، وورشات تكوينية في الرقمنة وصون التراث اللامادي، إلى جانب أنشطة رياضية وبيئية، وبرامج موجهة للنساء والأطفال، ما أضفى على المهرجان بعدا تنمويا وإجتماعيا يتجاوز الجانب الفني.
وفي تصريح صحفي، عبر مدير المهرجان عبد الواحد العسري عن إعتزازه بنجاح هذه النسخة، مشددا على أن ما تحقق هو ثمرة “عمل جماعي وتنسيق محكم بين مختلف المتدخلين والداعمين”، مضيفا : “نحن نعمل منذ الآن على التحضير لدورة تاسعة ستكون أكثر تميزا، وتتضمن مفاجآت نوعية تلبي تطلعات الجمهور وتعزز إشعاع المنطقة.”
وأكد عدد من الداعمين أهمية المشروع الثقافي الذي يمثله مهرجان أناروز، بإعتباره أداة فعالة في خدمة التنمية المحلية. وفي هذا السياق، صرح محمد صلوح : “دعمنا لهذا المهرجان يأتي من قناعتنا بأن الثقافة تشكل ركيزة أساسية للتنمية، وأن الإستثمار فيها هو إستثمار في المستقبل.”
من جهته، إعتبر محمد أيت بوبكر أن ما يميز أناروز هو كونه مشروعا شبابيا أصيلا، أصبح منصة حقيقية للترويج للثقافة والهوية المحلية، ما ينعكس إيجابا على الساكنة.
أما رشيد تينستي، فأوضح أن دعمه يتجاوز الإطار المالي، قائلا : “المهرجان أصبح وسيلة لتسويق المنطقة ثقافيا وسياحيا، ونحن نؤمن أن تطوره المستمر سيساهم في جذب إستثمارات جديدة وخلق فرص شغل.”
وقد عبر العديد من الحاضرين عن فخرهم بالمستوى الذي بلغه المهرجان، حيث وصفه أحد أبناء المنطقة المقيمين بالخارج بأنه “نافذة على الجذور والهوية، وفرصة لإعادة التواصل مع التراث الأمازيغي الأصيل”.
كما ثمنت مشاركة نسائية محلية الفضاءات التي خصصت للمرأة، مؤكدة أن المهرجان “أتاح لعدد من النساء إبراز مواهبهن والمساهمة الفعلية في مختلف الورشات”، داعية إلى توسيع البرامج المستقبلية لتشمل فئات مجتمعية أوسع.
وإلى جانب الجانب الفني، حملت هذه الدورة أبعادا إجتماعية ملموسة، أبرزها تنظيم قافلة طبية إستفادت منها ساكنة أفلا إغير، في إستجابة لحاجيات ملحة في قطاع الصحة. كما إستثمرت الجمعية المنظمة الحدث في الترافع حول مطالب تنموية تشمل تحسين البنيات التحتية، وتطوير المرافق الحيوية، وتشجيع الإستثمار المحلي كوسيلة للنهوض بالإقتصاد وخلق فرص العمل.
لقد شكلت الدورة الثامنة من “مهرجان أناروز” فرصة حقيقية للتعريف بالمؤهلات البيئية والسياحية للمنطقة، كما كانت مناسبة للفت إنتباه الفاعلين المحليين والجهويين إلى قضايا تنموية أساسية، في أفق جعل الثقافة رافعة للتغيير الإيجابي والتنمية الشاملة.
ويكرس النجاح المتواصل لهذا المهرجان مكانته كحدث ثقافي متميز يجمع بين الحفاظ على الهوية الأمازيغية والانفتاح على آفاق الإبداع، مؤكدا في الوقت ذاته قدرة المبادرات الشبابية على إحداث الفرق، وترسيخ ثقافة المشاركة والمسؤولية في خدمة التنمية المستدامة.
ومع إسدال الستار على هذه الدورة، تتجه الأنظار إلى نسخة تاسعة واعدة، ينتظر أن تأتي ببرمجة نوعية وتوسيع للآثار الإيجابية التي بات يحملها هذا الموعد السنوي لساكنة أفلا إغير والمناطق المجاورة.


التعليقات مغلقة.