Ultimate magazine theme for WordPress.

لو باريزيان : المملكة المغربية من كرة القدم الترفيهية إلى صناعة رياضية عالمية …

نشرت صحيفة “لو باريزيان” تقريرا مثيرا عن التحول الكبير الذي شهدته كرة القدم في المملكة المغربية، حيث نجح هذا البلد في تحويل اللعبة من مجرد نشاط ترفيهي إلى صناعة منظمة ومتطورة قادرة على تحقيق أرباح ضخمة وتقديم مواهب على أعلى مستوى. وبفضل إنتشار لاعبيه الموهوبين في شتى أنحاء العالم، أصبح المغرب واحداً من أبرز القوى الكروية على الساحة الدولية.

في هذا السياق، أشادت الصحيفة بتأهل المنتخب المغربي لأقل من 20 سنة إلى نهائي كأس العالم للشباب المقامة حاليا في شيلي، مما يعكس بشكل واضح الأداء الإستثنائي للكرة المغربية في السنوات الأخيرة. كما إستعرضت الصحيفة سلسلة من النجاحات التي حققها المنتخب الوطني في مختلف الفئات العمرية، ومنها بلوغ نصف نهائي مونديال 2022 في قطر، وتحقيق 16 انتصاراً متتالياً، إضافة إلى فوز المنتخب المغربي بالميدالية البرونزية في أولمبياد باريس، وأخيراً الوصول إلى نهائي كأس العالم للشباب في مواجهة الأرجنتين بعد إقصاء فرنسا بركلات الترجيح.

وركزت الصحيفة على أن هذه الإنجازات لم تأتِ من فراغ، بل هي نتاج استراتيجيات تطويرية بدأت مع نهاية الألفية الثانية، بهدف بناء قاعدة قوية للكرة المغربية على المدى البعيد. ومن أبرز هذه الخطوات قرار الملك محمد السادس في عام 2007 بإنشاء أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، التي تمثل نقطة الإنطلاق الرئيسية لعملية التطوير الشاملة. تهدف الأكاديمية إلى تكوين جيل جديد من اللاعبين داخل الأندية المغربية، عبر برنامج متكامل يجمع بين التعليم العالي والتكوين الرياضي المتقدم، خاصة للفئات العمرية بين 12 و18 سنة.

وتحتل الأكاديمية مكانة محورية في تغيير نظرة المجتمع المغربي تجاه كرة القدم، إذ كانت الأسر تخشى سابقاً أن تؤثر مهنة كرة القدم على مسار أبنائها الدراسي. لكن بفضل النموذج الذي توفره الأكاديمية، أصبح من الممكن التوفيق بين التعليم الأكاديمي والاهتمام الرياضي، ما أسهم في ازدياد الإقبال على الرياضة بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص.

وأضافت “لو باريزيان” أن جميع الأندية المغربية في الدرجات الأولى والثانية أصبحت تمتلك مدراء فنيين مختصين في تكوين اللاعبين الشباب، بالإضافة إلى مسؤولين عن الإعداد البدني لهذه الفئات. وقد أسهمت هذه الجهود في رفع مستوى المنتخبات الوطنية، التي شاركت في العديد من البطولات الدولية واكتسبت خبرات كبيرة من الاحتكاك بالمدارس الكروية العالمية.

وفي هذا الصدد، أكدت الصحيفة أن منتخب أقل من 20 سنة قد نجح في تحقيق توازن مثالي بين اللاعبين المحليين الذين تم تكوينهم داخل الأكاديمية، وبين اللاعبين من ذوي الجنسية المزدوجة الذين يمثلون المغرب في المحافل الدولية. وأشارت إلى أن سياسة تكوين المدربين قد أدت إلى ظهور أسماء بارزة في عالم التدريب مثل وليد الركراكي وطارق السكتيوي، اللذين حققا نجاحات كبيرة على الصعيدين المحلي والدولي.

وبخصوص نهائي كأس العالم للشباب المرتقب، شددت الصحيفة الفرنسية على أن الشعب المغربي سيكون حاضرا بقوة لدعم “أشبال الأطلس” في هذه المباراة التاريخية ضد الأرجنتين. وتوقع التقرير أن يشهد المغرب موجة من الحماس والإحتفالات، كما حدث في نصف النهائي ضد فرنسا. هذه الروح الجماهيرية تبرز فخر المغاربة بإنتمائهم لمنتخبهم الوطني الذي بات يتمتع بشخصية قوية وروح قتالية واضحة، وهو ما يعكس مستوى النضج الكروي الذي وصل إليه المنتخب المغربي في السنوات الأخيرة.

في الختام، أكدت الصحيفة أن كرة القدم في المغرب لم تعد مجرد لعبة، بل أصبحت جزءا أساسيا من هوية الأمة، حيث أثبتت البلاد قدرتها على إنتاج مواهب قادرة على التنافس على أعلى المستويات، ما يجعلها في طريقها لأن تصبح قوة كروية عالمية في المستقبل القريب.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.