إحتفاءا بأسبوع الرواية العالمي، نظّمت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، مؤخرا، ندوة فكرية بعنوان “السرديات وسؤال الهوية”، بمقرها في العاصمة المغربية الرباط، بحضور نخبة من الأدباء والمفكرين والشعراء والأكاديميين من مختلف أنحاء العالم الإسلامي.
وهدفت الندوة إلى استكشاف العلاقة بين الهوية والسرد العربي في ظل التحولات الثقافية الراهنة، إلى جانب تفكيك ثنائية المكان والذاكرة، باعتبارها من أبرز القضايا التي تشغل المشهد الأدبي والفكري في الوقت المعاصر.
وفي تصريح خاص لمراسل وكالة “أذرتاج” في المغرب، قال المدير العام للإيسيسكو، الدكتور سالم بن محمد المالك : “نحتفي اليوم بأسبوع الرواية العالمي بتنظيم هذه الندوة التي تتناول قضية مركزية، وهي الهوية في السرد العربي. فالتوثيق السردي وحفظ الذكريات يمثلان حجر أساس في الحفاظ على تراثنا وتاريخنا المشترك”.
وأشار الدكتور المالك إلى أن الإيسيسكو تولي أهمية خاصة للأدب والفنون، حيث أنشأت مراكز متخصصة في الشعر والأدب، والخط العربي، وتسجيل تراث العالم الإسلامي، مضيفا : “تمكنا من تسجيل أكثر من 730 موقعا وعنصرا تراثيا، ونسعى إلى تسجيل المزيد لحماية ذاكرتنا الجماعية”.
كما سلط الضوء على الاحتفاء بالشعراء الفائزين في مسابقة عواصم الثقافة في العالم الإسلامي لعام 2024، والتي شملت مدن شوشا (أذربيجان)، مراكش (المغرب)، وبنغازي (ليبيا).
وفي هذا السياق، نوه المدير العام بفوز الشاعرة آيتن باباييفا بالجائزة الأولى عن قصيدتها التي تناولت مدينة شوشا، حيث عبرت عن عمق التراث الثقافي والتاريخي للمدينة، مؤكدا أن الحفاظ على هذه الهوية الأدبية يمثل “ردا حضاريا” في وجه التحديات المعاصرة.
وختم الدكتور المالك حديثه محذرا من المخاطر التي قد يشكلها التحول الرقمي والذكاء الإصطناعي على السرد والهوية، قائلاً : “نحن أمام منعطف خطير يتمثل في عولمة الإنسان، والتي قد تؤثر على ثقافتنا وسردياتنا وذاكرتنا. وإذا فقد الإنسان ذاكرته الثقافية، فقد هويته”.


التعليقات مغلقة.