موسكو : السيد “ناصر بوريطة” المملكة المغربية تعتبر روسيا شريكا إستراتيجيا موثوقا وبناءا …
أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، أن المملكة المغربية تعتبر روسيا شريكا إستراتيجيا موثوقا وبناءا، وفقاً للرؤية الملكية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. جاء ذلك في تصريحات صحفية أدلى بها اليوم الخميس بموسكو، عقب لقائه مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. وأوضح السيد بوريطة أن المباحثات بين الجانبين كانت “عميقة ومثمرة”، مشيرا إلى أن اللقاء كان فرصة لتأكيد الشراكة الإستراتيجية التي تجمع المغرب وروسيا، والتي أطلقها جلالة الملك محمد السادس والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأضاف أن الملك محمد السادس يكن تقديرا خاصا للرئيس بوتين، وأن العلاقات بين البلدين تشهد تقدما مستمرا. سلط السيد بوريطة الضوء على أن عام 2026 سيكون بمثابة “فرصة للإحتفال بعشر سنوات من الشراكة الإستراتيجية” بين البلدين، وهي مناسبة لتقييم ما تحقق منذ توقيع اتفاقيات التعاون بين الجانبين. وكانت هذه الإتفاقيات قد أُبرمت خلال زيارة الملك محمد السادس إلى روسيا، حيث تم توقيع 16 إتفاقية دخلت جميعها حيز التنفيذ. وأشار الوزير إلى أن العلاقات الإقتصادية بين البلدين شهدت تطورا ملحوظا، خاصة في قطاع السياحة، حيث من المتوقع أن يسجل المغرب أرقاما إستثنائية في عدد السياح الروس القادمين إليه هذا العام. كما أشار إلى أن الخطوط الملكية المغربية أعادت فتح خط الدار البيضاء – موسكو بمعدل سبع رحلات أسبوعية، مع قرب فتح خط مباشر بين الدار البيضاء وسانت بطرسبرغ. وفيما يتعلق بالتنسيق السياسي، أوضح بوريطة أن الجانبين يعكفان على تعزيز التعاون في المنتديات الإقليمية والدولية. وقال إن الجهود المبذولة تشمل التوقيع على مذكرة تفاهم تهدف إلى هيكلة وتنظيم المشاورات بين وزارتي الخارجية، مؤكداً أن هذه المشاورات ستساهم في تعزيز العلاقات الثنائية. أضاف بوريطة أن الدورة الثامنة للجنة المشتركة المغربية-الروسية المزمع عقدها غداً ستشكل فرصة لبحث سبل تطوير التعاون في مجالات متنوعة، مثل الزراعة والصيد البحري والتعاون الأكاديمي. ولفت إلى أن هذه اللجنة تعد آلية رئيسية لتوسيع نطاق العلاقات الثنائية بين البلدين. وأكد الوزير على ضرورة تعزيز دور رجال الأعمال في تعزيز التعاون القطاعي بين المغرب وروسيا، خاصة في المجالات الاقتصادية الحيوية التي يمكن أن تسهم في دفع هذه العلاقات إلى آفاق أوسع. في سياق آخر، تناولت المباحثات بين بوريطة ونظيره الروسي الوضع في منطقة الشرق الأوسط، حيث أشار بوريطة إلى تطابق الرؤى بين البلدين في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية. وأضاف أن جلالة الملك محمد السادس، بصفته رئيس لجنة القدس، يرى أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل في المنطقة. كما أشار إلى أن المباحثات تناولت أيضا الوضع في إفريقيا، حيث أكد بوريطة أن روسيا تحظى بمكانة بارزة في القارة، فيما يعتبر المغرب فاعلا أساسيا في تحقيق الاستقرار والتنمية في إفريقيا. وفي هذا السياق، ناقش الوزيران تطورات الوضع في منطقة الساحل والصحراء، حيث شدد بوريطة على ضرورة احترام سيادة الدول في هذه المنطقة وعدم فرض وصاية عليها من أي قوى خارجية. وأكد بوريطة على أن كلا من المغرب وروسيا يؤمنان بنظام متعدد الأطراف يتيح لجميع الدول النامية، خاصة في إفريقيا، أن تُسمع أصواتها في المحافل الدولية. واعتبر أن هذا النظام لا يمكن أن يحقق أهدافه إلا من خلال إصلاحات تضمن مشاركة فعالة من جميع الأطراف. في الختام، وصف بوريطة اللقاء مع لافروف بأنه “إيجابي ومثمر”، مشيراً إلى أنه قد وجه دعوة لنظيره الروسي لزيارة المغرب في إطار الاحتفال بالذكرى العاشرة لإعلان الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.


التعليقات مغلقة.